Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
La Psychologie en Algérie

النفساني يازيد حدار: كلما قلصنا فضاءات الاختلاط توسعت رقعة كره النساء

16 Mars 2018 , Rédigé par Haddar Yazid

الطبيب النفساني المتخصص في علم النفس العصبي يازيد حدار يحدثنا في هذا الحوارعن أسباب ارتفاع جرعة كره النساء » الميسوجينية » في المجتمعات العربية والإسلامية، ويرى حدار وهو محاضر في جامعة ليل الفرنسية أن التطرف في الخطاب الديني والأبوية في المجتمعات المتوسطية ساهمت بشكل كبير في تراجع المرأة، رغم القوانين الكثيرة التي تنصفها، إلا أن سلطان الأعراف الاجتماعية رهنت وتيرة تطورها.

 

س/ تعاني النساء من مشاكل في جميع أنحاء العالم ولكن لماذا نجد أن جرعة كراهية المرأة زائدة في المجتمعات العربية على وجه التحديد في العالم العربي الإسلامي ؟

 

قضية المرأة في العالم الإسلامي حساسة جدا، لأنه بين ممارسة دينية يغلب عليها الطابع الاجتماعي والحديث عن امرأة متحررة، الأمر لا يمر بسهولة.

والجاهز في المتخيل العربي الإسلامي أن الإسلام أنقذ المرأة وحررها ، هذا صحيح في سياق زماني ومكاني معين، وفي هذه الحالة نقصد شبه الجزيرة العربية، لكن رغم ذلك في هذه المنطقة هناك استثناءات تاريخية.

في حين عندما نتحدث عن مجتمعاتنا اقصد المغاربية المرأة لديها مكانة هامة مثلا عند التوارق هي مجتمعات ذات نظام أمومي »أموي ».

ومثال آخر لدينا كاهنة أو دهيا كانت ملكة ومقاتلة لديها إستراتجية حرب ألهمت الكثيرين، مغاربيا التمثيل السيوسيوثقافي للمرأة محصور في الشرف »الحرمة » والرجل في الأنفة « النيف ».

القيمتان المفروضتان على كلا الجنسين، لذلك المرأة عندما تخرج من بيتها يجب أن تتصرف وفق ضوابط اجتماعية مترسبة سواء في ملبسها أو سلوكياتها يجب أن تكون حذرة لأن الأمر متعلق بشرف كل العائلة لأنها لا تمثل نفسها فقط لكن تمثل قبيلة خلفها .

في حين الرجل لديه مسؤوليات اقتصادية اجتماعية لكن هو خارج دائرة المساءلة لانه، ببساطة، رجل.

خلال ثورة التحرير كان دور المراة أساسيا في الاستقلال . وهكذا، أصبح شرف المرأة من شرف الأمة. لكن ليس هو الحال اليوم.

الفتاوى الدينية عفنت قيم الانفتاح عندنا، وعليه لأعود إلى سؤالك فإنه يمكن تفسير الكراهية بسبب الكبت. هذا لأنه كلما قلصنا من فضاءات الاختلاط كلما توسعت رقعة الكبت والنتيجة هذا العنف اتجاه النساء.

وهنا تفصيل الخوف من النساء أو « جينوفوبيا » ؟ 

نعم في الترسبات العميقة للإنسان يمكن الذهاب إلى هذه الأسباب، في النهاية المرأة هي كبش الفداء في كل مشاكل وعقد المجتمع.

 كيف يمكن أن نقلص من جرعة الكراهية ضد النساء؟

. « العلاج » الوحيد هو زيادة عدد مساحات الاختلاط ، في العمل والجامعات، في أماكن الحياة، وما إلى ذلك.

هل هذا يعني أن الدين هو الذي يغذي الميسوجينية ؟

مفهوم الدين وإدراكه في مجتمعنا لا يتم بطريقة عقلانية مدروسة. الدين في مجتمعنا لا يعاش في جانبه الروحي ولكنه شكل من إشكال الإنتاج السيسيوثقافي يطبق بدون تفكير.

لا أعتقد ان القيم الأخلاقية يجسدها الدين لأن الكل يستعمل دينه للوصول إلى أهدافه ورغباته. ولكل واحد قراءته الخاصة

وأغلب القراءات كانت للرجل الذي كتبها وفق رغباته. وجلعلها سحب المجتمع إلى الأسفل.

مثال على ذلك ما قامت به عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي، هوعمل رائع فيما يتعلق بالأحاديث التي تؤثر على المرأة، للأسف، لا تزال نتائج أبحاثها حبرا على ورق !

ألا تعتقد أن الجانب التشريعي ساهم أيضا في تقزيم المرأة في بعض النواحي؟

كما أشرت قبل قليل، القيم المهيمنة سحبت المجتمع إلى أسفل. نحن نعيش عصر التطورات وحركية الأفكار، بحيث تصبح خلاقة تتكيف مع الوقت والبيئة ولكن عندما تكون في مواجهة خطاب متكلس قديم ، مهيمن يخلف مجتمع متصلب إزاء المرأة لأنه أمام سلسلة من القناعات الجاهزة.

وفيما يتعلق بالقانون، فإن الجانب التشريعي مرافق ضروري للمجتمع نحو مستقبل أفضل، وبصفة خاصة لكي يتكيف مع الواقع، ومع ذلك،هناك الكثير من القوانين التي تتحدث عن المساواة لكن ذلك لا يخرج عن نطاق سلطان العرف لأنه أقوى من أي قانون خذي مثلا مسألة الميراث .

هناك من يقول أن من أسباب الميسوجينية مثلا في المجتمعات المحافظة هو المثلية الكامنة التي تحارب شيء تفتقده لهذا تتخذ مواقف عدائية ضد المرأة؟

الشذوذ الجنسي هو أسلوب من أشكال الحياة الجنسية وليس تعبيرا عن سوء المعاملة الجنسية. ومع ذلك، فهي مدانة دينيا قد تكون كامنة وتعبر عن نفسها بأساليب كثيرة قد يكون ضمنها كره النساء.

ومع ذلك، فإن مجتمعنا كما هو الحال في كل البحر الأبيض المتوسط هي مجتمعات ذكورية الرجل هو الذي يهيمن وهي ممارسة تعود لعدة قرون من تاريخنا. واليوم، تتقاسم المرأة نفس المسؤوليات التي يتحملها الرجل في بعض الأحيان، و تطور هذه الممارسة أمر ضروري من أجل تحقيق التوازن بين العلاقات بين الرجل والمرأة وتوطيدها.

 

http://www.algeriemondeinfos.com/ar/2018/03/09/النفساني-يازيد-حدار-كلما-قلصنا-فضاءات/

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article